طريق الحج القديم في عالم النسيان
صفحة 1 من اصل 1
طريق الحج القديم في عالم النسيان
طريق الحج القديم في عالم النسيان
يمثل إحياء طريق الحج القديم البحري والبري عبر سيناء أهمية قصوي في هذه الأيام, لما له من أهمية أثرية وتاريخية واقتصادية والذي ظل يخدم حجاج البيت الحرام علي مدي15 قرنا
وذلك من بداية الفتح الإسلامي حتي أواخر حكم الفاطميين ثم حكم المماليك حتي عام1885 ميلادية, ثم تحول للطريق البري ويبدأ من القاهرة حتي عقبة أيلة, ثم الي ...قلعة الأزلم ومنها الي نويبع حتي مكة المكرمة.
يقول الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام آثار سيناء: ان الطريق البري القديم للحج كان منقسما علي3 مراحل الأولي من العاصمة القاهرة وحتي عجرود بطول150 كيلو متر والثانية حتي نخل بطول150 كيلوا مترا أيضا, والثالثة حتي عقبة أيلة بطول200 كيلو متر, وكان الحاج يقطع في مسيرته هذه المسافة في نحو10 أيام من خلال القوافل, حيث لعب هذا الطريق دورا خطيرا في خدمة حجاج مصر ذهابا وعودة, اضافة لحجاج المغرب العربي والأندلس وغرب إفريقيا, وتزايدت أهميته مع قيام دولة سلاطين المماليك, وحرص خلفاء المسلمين علي تيسير الحج للمسلمين بإعماره تحت مسمي درب الحج المصري ومهدوا محطات الخدمة وجهزوها بوسائل الراحة للحجاج, فضلا عن إنشاء القلاع لحماية الطريق وتأمينه, حيث كانت القافلة المتجهة للحج تضم امراء الجند والأئمة ورجال الدولة وغيرهم, فأنشئت أسواق تجارية تحوي منتجات وسلعا من مصر والشام والجزيرة العربية فكانت سوقا عربية مشتركة.
وأضاف أن طريق الحج عبر سيناء يتميز بأنه أقصر الطرق بين القاهرة والعقبة( أيلة), ويرتبط بمجموعة من الطرق الأخري التجارية والحربية تزيد من أهميته لخدمة حجاج مصر والمغرب العربي والأندلس وغرب إفريقيا والذين يأتون بالسفن الي الإسكندرية أو برا بالطريق الساحلي للبحر المتوسط حتي الإسكندرية فيأخذون طريقهم الي الجيزة عبر واحة سيوة ووادي النطرون وكرداسة, وكانت الرحلة تبدأ من بركة الحاج بالقاهرة القديمة ثم انتقلت الي الريدانية( العباسية) في الطريق الي عجرود قرب السويس فالقلزم( السويس) ثم عيون موسي للتزود بالمياه العذبة والغزيرة, ثم وادي صدر وبه3 عيون طبيعية الي نخل بوسط سيناء ثم الي العقبة, ثم في مرحلة العصر الأيوبي تحول طريق الحج الي طريق لدفع الجيوش لقتال الصليبيين في شرق نهر الأردن, فأنشأ عليه صلاح الدين قلاعا حربية مثل قلعة الجندي بوسط سيناء وقلعة باسمه بجزيرة فرعون بطابا وفي أوائل حكم المماليك سيطر الصليبيون علي أيلة ثم استردها الظاهر بيبرس في عام1767 ميلادية ثم ما لبث في العام التالي أن عاد دور هذا الطريق للحج, وتطوع الظاهر بكسوة الكعبة وصنع لها مفتاحا وأخرج قافلة حددها في العام الثالث لأداء الحج عن طريق العقبة( أيلة).
تجهيز المحمل
وأضاف د.عبدالرحيم ريحان أن الظاهر بيبرس انتظم في ارسال بعثة الحج وتجهيز المحمل الشريف الذي يدور دورتين الأولي في شهر رجب لإعلان أن الطريق آمن لمن يريد الحج, والثانية في شوال حيث يبدأ الموكب من باب النصر, فيخرج الناس للاحتفال بخروج المحمل, ويقود القافلة أمير الحج الذي يحدد زمن التحرك والطرق الأفضل للسير وأماكن النزول والراحة وتجهيز قوة حراسة بالسلاح وتجهيز المؤن الكافية والمياه, وكسوة الجمال بأقمشة مزركشة جميلة, وكانت الرحلة تبدأ بالأمراء ثم الأعيان من الحجاج ثم الحجاج العاديين وفي هذا النشاط انتعشت الاسواق علي طريق الحج وأقيمت أبار وسواق, وكان الحاج يمر من عجرود علي24 عامودا حجريا بارتفاع2 متر, وهي عبارة عن اعلام منصوبة لارشاد الحجاج حتي لا يضلوا الطريق, ومن عجرود الي نخل في سيناء تبلغ الرحلة240 كيلو مترا, انتشرت أسواق ضخمة للأغذية والملابس الخاصة بالاحرام, حيث كانت هناك من فسقيات وبئران في منطقة نخل وحدها ويتجه الحاج من نخل الي بئر العبد ومنها الي دبة البغلة التي تبعد02 كيلو مترا عن قرية النقب بوسط سيناء وهو الطريق المعروف ـ النقب ـ نخل ـ وهناك علامة مهمة تحدده وهي نقش للسلطان الغوري والذي يحوي نصوصا قرآنية اضافة الي نص يقول رسم بقطع هذا الجبل المسمي عراقيب البغلة ومهد طريق المسلمين الحجاج لبيت الله تعالي وعمار مكة المكرمة والمدينة الشريفة والمناهل عجرود ونخل وقطع الجبل عقبة أيلة( العقبة) وعمار القلعة والآبار مولانا الملك الأشرف أبوالنصر قنصوة الغوري, نصره الله نصرا عزيزا), وتستغرق المسافة من بركة الحاج حتي قلعة العقبة9 أيام يتجه بعدها الحجاج الي الأراضي الحجازية بمحازاة البحر الأحمر للجنوب مارين بمناطق حقل, ومدين وينبع ورابغ وخليص بطن مر, ومكة المكرمة وفي هذه المرحلة تتوفر للحجاج ما يحتاجونه من مؤن في هذه المواقع.
وأضافت الدكتورة آمال العمري أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة أن طريق الحج البري والبحري دفع خلفاء المسلمين ومنهم الخليفة عبدالملك بن مروان لإنفاق أموال كثيرة لإقامة خدماته وتمهيد طريق ركب الحجاج وحفر الآبار في عهد يزيد بن عبدالملك, كما أمر الخليفة أبوجعفر المنصور بتوزيع أعطيات للأعراب من سكان سيناء بطريق الحج وبناء مسجد به, وأمر الخليفة أبوعبدالله المهدي بإقامة محطات للبريد بهذه الطريق ووزع فيها البغال والحمير لهذا الغرض, ووزع هارون الرشيد ثم أحمد بن طولون أموالا علي الأعراب في طريق الحج للمساعدة في تأمينه وحتي عام936 ميلادية.
رحلة شجر الدر
وأضافت أن الحاكم بأمر الله أصلح الطريق في عام1019 كما حج أسد الدين شيركوه في عام1160 ميلادية مع حجاج الركب المصري ثم ارادت شجر الدر الحج فذهبت عن طريق البر مما دعاها لإصلاح الطريق وتمهيده, وإعداد المحمل الذي بدأ رسيما في عصرها حاملا كسوة الكعبة, فكانت تعرض في10 أيام في الحرم الحسيني ثم تخرج في احتفال رسميا, وبلغ عدد الحجاج المصريين والمغتربين بإفريقيا نحو50 الي300 ألف حسب ظروف البلاد السياسية والاقتصادية وأنشأ الناصر محمد أحواضا لسقاية الحجاج ودوابهم, وأنشأ بالطريق قلعة نخل وقلعة العقبة لراحة الحجاج وهذا ما شجع علي انتظام الحج في العهد العثماني, وتكونت له إدارة سهلت علي الحجاج القيام بالفروض الدينية, وسيرت المحمل العثماني جنبا الي جنب للمحمل المصري علي جانبي مدرسة قايتباي بمكة المكرمة, وتوفرت له قوة عسكرية من نحو مائة جندي, علاوة علي الخدمات الأساسية من آبار ومواقع للإقامة.
وأضافت د.آمال العمري أن الحجاج تعرضوا لخطر كبير في عام1182 ميلادية حين فكر الأمير الصليبي أرناط( رينو دي شايتون) أمير حصن الكرك في توجيه ضربة حربية قوية لصلاح الدين تستهدف إعادة السيطرة علي قلعة أيلة في جزيرة فرعون ثم الإبحار في بحر الحجاز للوصول الي مواني الحجاز وميناء عيذاب علي البحر الأحمر ويستهدف من ذلك قطع طريق الحج المصري( وكانت الحملة في زمن الحج) والاستيلاء علي مراكب التجار المقبلة من اليمن وتخريب المواني والنزول الي البر المصري لاختطاف ما في القوافل العابرة لصحراء مصر الجنوبية الشرقية بين عيذاب وقوص بل, والوصول الي الأراضي المقدسة في موسم الحج مما يضاعف من خطورة الحملة وآثارها المدمرة لو نجحت في تحقيق أهدافها وقد انتهز أرناط فرصة غياب صلاح الدين عن مصر ونجح في تصنيع السفن ونقلها الي( أيلة) حيث ركبت وشحنت بالرجال وآلات الحرب وبدأ بمحاصرة القلعة في جزيرة فرعون بمركبين بهدف تضييق الخناق علي المدافعين بها بقطع المياه والمعونة حتي الاستسلام وأما الفريق الآخر من سفن أرناط فقد اتجه لمياه البحر الأحمر لتنفيذ مهامه التخريبية في المواني المصرية والحجازية وعلي الطرق البرية القريبة وحين وصلت أخبار هذه الحملة الي القاهرة حيث نائب السلطان( الملك العادل أبوبكر أيوب) أمر الحاجب حسام الدين لؤلؤ بعمارة مراكب في بحر القلزم( البحر الأحمر) وشحنها بالرجال وسار بها الي أيلة ففك الحصار البحري حول القلعة وأحرق سفن الصليبيين وأسر من فيها من الجند وواصل الأسطول الأيوبي ملاحقة مراكب الصليبيين في البحر الأحمر وحال دون تقدمهم في بلاد الحجاز وأسر من تبقي منهم علي قيد الحياة مع إخلاء سبيل من أسر من التجار المسلمين ورد لهم ما أخذ منهم.
وطالب الدكتور عبدالرحيم ريحان بضروة إعطاء أهمية قصوي لطريق الحج القديم البري والبحري لما لكل منهما من أهمية تاريخية وأثرية وسياحية, إضافة لسهولة الحركة الي الأراضي المقدسة, فضلا عن إنعاش الحياة في قلب سيناء بكل وسائل التنمية العملية الحقيقة, وظهور صناعات وحرف تخدم هذا الطريق سواء للحجاج أو السياح عن العرب والأجانب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد مايو 10, 2020 5:42 am من طرف elbik
» جهاز عمل القطيفة علي جميع الاسطح
الأحد يوليو 09, 2017 11:20 am من طرف نجلاء229
» قصة روعة
الخميس يونيو 01, 2017 7:57 am من طرف elbik
» فوتوشوب من تصميمي
الخميس يونيو 01, 2017 7:45 am من طرف elbik
» فوتوشوب من تصميمي
الخميس يونيو 01, 2017 7:33 am من طرف elbik
» رقم صيانة كريازى 01273604050 توكيل كريازى 01273604050
الإثنين أكتوبر 31, 2016 5:03 pm من طرف نور الهدى
» ارقام مراكز صيانة كريازى بالدقهلية 01273604050 ارقام مراكز صيانة كريازى بالقليوبية 0127360
الثلاثاء أكتوبر 18, 2016 5:34 pm من طرف نور الهدى
» خصائص شهر شعبان
الثلاثاء مايو 10, 2016 11:25 pm من طرف حسين السيد
» ما الذي بينك وبين الله
السبت أبريل 30, 2016 8:49 am من طرف elbik